تحولات... البحث عن الذات في لوحات فنية
يحكي عن السعي الذاتي إلى التطور والجنوح نحو تدميره
الخميس - 2 ذو القعدة 1443 هـ - 02 يونيو 2022 مـ رقم العدد [ 15892]
بيروت: فيفيان حداد
أفرزت السنوات الثلاث الأخيرة، عنواناً كبيراً، هو البحث عن الذات. في ظل انتشار الجائحة وتطبيق الحجر المنزلي ووقوعهم في فخ الوحدة، توجه الناس إلى البحث عن ذواتهم وتحليل شخصياتهم ليخرجوا منها النور والعتمة
الوقفة مع الذات نتجت عنها تطورات كثيرة، طالت العلاقات الإنسانية والشخصية وتلك المتصلة بالنواحي الفنية
يأتي معرض «تحولات» للفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ليترجم هذه الحالات المتأتية عن اختباراته الشخصية. ومن واقع حاله بدأ مشواره مع ريشته، ولدت لوحات فنية تحمل على أكتافها مشاعر متضاربة. فغالبية أعماله التي يعرضها في غاليري «أرنيلي» بالتعاون مع «زيكو هاوس» هي كناية عن بورتريهات بأحجام مختلفة. وكل منها يحكي عن إحساس غمره وهو يرسمها، فنقل من خلالها مشاعر اللحظة ووثقها في ملامح وجه معين
الوقفة مع الذات نتجت عنها تطورات كثيرة، طالت العلاقات الإنسانية والشخصية وتلك المتصلة بالنواحي الفنية
يأتي معرض «تحولات» للفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ليترجم هذه الحالات المتأتية عن اختباراته الشخصية. ومن واقع حاله بدأ مشواره مع ريشته، ولدت لوحات فنية تحمل على أكتافها مشاعر متضاربة. فغالبية أعماله التي يعرضها في غاليري «أرنيلي» بالتعاون مع «زيكو هاوس» هي كناية عن بورتريهات بأحجام مختلفة. وكل منها يحكي عن إحساس غمره وهو يرسمها، فنقل من خلالها مشاعر اللحظة ووثقها في ملامح وجه معين
Artwork by Sarkis Sislian, "Ontologs 2"
يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»، «الفكرة راودتني قبل وصول الجائحة، لكنها تطورت وتعمقت أكثر بفضل هذا الوقت الذي قضيته كغيري مع نفسي. لطالما كنت أسمع بعضهم ينتقد عدم قدرتي على التعبير. فبرأيهم أن ملامح وجهي تبقى نفسها ولا تتغير مهما اختلفت مشاعري. قررت أن أبحث عن تعابيري هذه وأترجمها بريشتي
رويداً رويدا بدأ سركيس يغوص أكثر فأكثر بتعابير الوجه، وبأي وجه يلتقي به. حتى أنه صار بمقدوره أن يتفهم مشاعر الآخر، بمجرد وضعهم الأقنعة. يدعون السعادة ولكنهم في الواقع يخبئون من تحته مشاعرهم الحقيقية
في لوحات سركيس يلفتك الوجه الصارم والغاضب والخائف والمتجهم والمفكر وإلى ما هنالك من تعابير يمكنك قراءتها بسهولة. ركن في أعماله إلى مادة الأكليريك والحبر، لأنها تجف بسرعة وتتيح له إضافة أي حركة مشاعر جديدة تنتابه. ويوضح في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «جميع أعمالي التي ترينها هنا هي وليدة اللحظة وتنقل الحالة الروحية التي كنت أعيشها في وقت تنفيذها. أحياناً كنت أرسم بسرعة فائقة أكثر من وجه، لأن مشاعري كانت تتدفق ورغبت في نقلها عبر ريشتي». وعن سبب إطلاقه عنوان «تحولات» على معرضه يقول: «قصدت بذلك تحولات الوجه المتأثر بالحياة. فهذه الوجوه لا أعرفها ولا تمت لي بصلة، ولكني خزنتها بفعل تجاربي اليومية. وكذلك لرؤيتي عدداً كبيراً من الناس بفعل عملي في أحد المقاهي». بعض الوجوه يجمعها سركيس منمنمة في لوحة واحدة، فتبحلق فيها كي تفك ألغاز تعابيرها. والبعض الآخر منها يطبعك بحالة من العنف والرعب تصل أحياناً إلى حد الهلع، كونها مغطاة بطبقة حمراء تذكرك بلون الدماء. ويعلق: «أنا انطوائي بطبيعتي، وأراقب أكثر مما أتكلم، وهناك أشياء كثيرة كانت تمر في ذهني أصل فيها إلى حد العنف فكرياً. وأحياناً تتمزق اللوحة بفعل هذه المشاعر التي تجتاحني، وأتركها على حالها لأنها حقيقية. فكل ما رغبت في قوله عبر هذه اللوحات هو أنه علينا الانتماء إلى عالم واضح وصادق، فلا نلجأ إلى الأقنعة كي نظهر عكس ما نحن عليه. فمن البديهي أن نحزن ونكتئب في حياتنا، لماذا علينا أن نقنع أنفسنا بالعكس؟». هذه التجربة انعكست إيجاباً على الفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ويعترف لـ«الشرق الأوسط» بأنها بدلت فيه أموراً كثيرة
رويداً رويدا بدأ سركيس يغوص أكثر فأكثر بتعابير الوجه، وبأي وجه يلتقي به. حتى أنه صار بمقدوره أن يتفهم مشاعر الآخر، بمجرد وضعهم الأقنعة. يدعون السعادة ولكنهم في الواقع يخبئون من تحته مشاعرهم الحقيقية
في لوحات سركيس يلفتك الوجه الصارم والغاضب والخائف والمتجهم والمفكر وإلى ما هنالك من تعابير يمكنك قراءتها بسهولة. ركن في أعماله إلى مادة الأكليريك والحبر، لأنها تجف بسرعة وتتيح له إضافة أي حركة مشاعر جديدة تنتابه. ويوضح في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «جميع أعمالي التي ترينها هنا هي وليدة اللحظة وتنقل الحالة الروحية التي كنت أعيشها في وقت تنفيذها. أحياناً كنت أرسم بسرعة فائقة أكثر من وجه، لأن مشاعري كانت تتدفق ورغبت في نقلها عبر ريشتي». وعن سبب إطلاقه عنوان «تحولات» على معرضه يقول: «قصدت بذلك تحولات الوجه المتأثر بالحياة. فهذه الوجوه لا أعرفها ولا تمت لي بصلة، ولكني خزنتها بفعل تجاربي اليومية. وكذلك لرؤيتي عدداً كبيراً من الناس بفعل عملي في أحد المقاهي». بعض الوجوه يجمعها سركيس منمنمة في لوحة واحدة، فتبحلق فيها كي تفك ألغاز تعابيرها. والبعض الآخر منها يطبعك بحالة من العنف والرعب تصل أحياناً إلى حد الهلع، كونها مغطاة بطبقة حمراء تذكرك بلون الدماء. ويعلق: «أنا انطوائي بطبيعتي، وأراقب أكثر مما أتكلم، وهناك أشياء كثيرة كانت تمر في ذهني أصل فيها إلى حد العنف فكرياً. وأحياناً تتمزق اللوحة بفعل هذه المشاعر التي تجتاحني، وأتركها على حالها لأنها حقيقية. فكل ما رغبت في قوله عبر هذه اللوحات هو أنه علينا الانتماء إلى عالم واضح وصادق، فلا نلجأ إلى الأقنعة كي نظهر عكس ما نحن عليه. فمن البديهي أن نحزن ونكتئب في حياتنا، لماذا علينا أن نقنع أنفسنا بالعكس؟». هذه التجربة انعكست إيجاباً على الفنان التشكيلي سركيس سيسليان، ويعترف لـ«الشرق الأوسط» بأنها بدلت فيه أموراً كثيرة
صرت أعرف كيف عليّ أن أتغير كي تعكس تعابير وجهي ما في داخلي. فهذه الوجوه أسهمت في تعريفي على الناس بوضوح وشفافية. ويمكن لزائر المعرض أن يكتشف أيضاً بعضاً من هذه المشاعر التي يحاول لجمها أو إخفاءها عن الآخر، فيتصالح مع نفسه وتكون رسالتي قد وصلته». ويختم بأن مشواره لا يزال طويلاً مع ذاته ومع هذه التحولات، التي هي جزء من مواجهات يومية يقوم بها كغيره من الناس. والمطلوب منا إيجاد حل لها
Link to article: https://tinyurl.com/2jx42x5a